المنوفية (مصر) ـ عبر المستشار أشرف هلال محافظ المنوفيةفية بمصر، عن سعادته بالملتقى الثقافي الحر بالمنوفية الذي يدل على وجود جيل جديد من شباب المبدعين، وأوضح أنه عند توليه محافظاً للمنوفية، وفي الأسبوع الأول له قام بزيارة قصر ثقافة شبين الكوم وحزن لما شاهده هناك، ورجع الى مكتبه وفتح ملف القصر ووجد أن الميزانيه المخصصة له هي 20 مليون جنيه وليس 27 مليون وأن ما دفع منها 3 مليون فقط.
وصرح بأنه أصدر قرارا بتحويل مقر الحزب الوطني الديمقراطي القريب من القصر إلى مركز للابداع، ليس للمبدعين الثقافيين فقط ولكن للمبدعين في كافة مجالات الحياة، وسوف يتكون مجلس ادارة المركز من المحافظ ورئيس الجامعة بصفته، ووكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، والباقي من الشخصيات العامة في المحافظة، ويكون أعضاؤه من أوائل الطلاب في كافة مراحل التعليم، إضافة الى الموهوبين والمبدعين والحرفيين التلقائيين في كافة الحرف، ودعا الى انعقاد الجلسات الختامية للمؤتمر في مقر مركز الابداع، وأعلن عن إنشاء فرع لاتحاد الكتاب بالمنوفية.
وقد افتتح المستشار هلال يرافقه الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة فعاليات الدورة الثانية عشرة لمؤتمر ادباء اقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى الذى يحمل عنوان "ادب الاقليم وثقافة العصر" السبت 14 مايو/آيار الجاري ويستمر حتى 16 من الشهر نفسه.
بدأت الفعاليات بافتتاح معرض تصوير فوتوغرافي عن أحداث الثورة 25 يناير، يضم 25 لوحة لخمسة فنانين هم: ايمى الشعراوى ، محمد حاتم ، عبدالله داوستاشى، هاجر التونسى، محسن عبد الفتاح، إلى جانب افتتاح معرض الكتاب والنشر الاقليمي ومنفذ بيع اصدارات الهيئة.
وفي كلمته أكد الشاعر سعد عبدالرحمن أن هذه هي المرة الثالثة التي يزور فيها محافظة المنوفية، الأولى للاحتفال بمئوية دنشواى، والثانية مؤتمر أدبي وهذه هي المرة الثالثة، مشيراً إلى أنه واحد من أبناء هذه المؤسسة العريقة وواحد من الأدباء أيضاً، مؤكدا على أنه عندما استمع الى مطالب شباب الملتقى الثقافي الحر بالمنوفية وجدها مشروعة وأنه متضامن معهم فيها.
وأوضح أن المشكلة المتعلقة بقصر ثقافة شبين الكوم موجودة في كثير من العمليات الإنشائية على مستوى الجمهورية، بالإضافة الى انه لا يدارى على فساد، وبعد الثورة ينبغى ألا نغطي على فساد أو نتهاون في الوقوف في وجه أي شكل من أشكال الفساد.
أما فيما يتعلق بإعادة النظر في القيادات الثقافية في المنوفية فإن هناك خطة لغعادة النظر في اختيار القيادات على مستوى الهيئة كلها في محاولة لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، فما تشتكون منه في المنوفية يشتكي منه الأدباء في كل أنحاء مصر، وأكد على أننا نحاول أن نغير من اسلوب الأداء من الانتشار الكمي والايحاء بصورة زاهية للحياة الثقافية والإعتماد على الحجر بدلا من الاهتمام بالبشر، فهناك مواقع كبيرة لا تقدم شيئا، وهناك مواقع صغيرة في شقق سكنية تقدم ما هو أفضل من الصروح الضخمة لأن في كثير من هذه المواقع عقول وكوادر ثقافية تستطيع أن تصنع نشاطا ثقافيا وجادا، وشدد على ضرورة أن تغير قصور الثقافة من أدائها، ونوه على أن بابه مفتوح لأي شكوى طالما فيها فائدة ومصلحة عامة.
وأكد عبدالرحمن على أن قصور الثقافة لها رصيد كبير لدى الشعب وأن الهجوم عليها دليل على أن الناس تعلق عليها كثير من الآمال.
ووجهت إجلال هاشم رئيس الإقليم التحية لمحافظ المنوفية على ما قدمه من دعم لهذا المؤتمر، وأكدت على أن مؤتمر اليوم أنما يدل على تواصل مسيرة العطاء لمؤتمر الاقليم والذي يأتي مواكبا لثورة 25 يناير والذي يدل على التآلف بين الثقافة بمختلف مجالاتها وما يدور في المجتمع من أحداث.
وأعقب ذلك عرض فيلم بعنوان "صرخة" من إنتاج الملتقى الثقافي الحر بالمنوفية يستعرض الوضع الثقافي في محافظة المنوفية، ثم كلمة لممثل الملتقى طالبوا فيها بتخصيص مقر الحزب الوطني بالمحافظة ليكون مركز إبداع ثقافي، وإعادة النظر في قيادات العمل الثقافي بالمنوفية، وتفعيل دور المكتبة العامة بمدينة شبين الكوم، وتفعيل دور قصور وبيوت الثقافة بالمحافظة، وفتح ملف الفساد في قصر ثقافة شبين الكوم.
وأبدى الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازي عن تشرفه برئاسة هذا المؤتمر وعن سعادته بانعقاده في محافظة المنوفية مسقط رأسه، وأشار إلى أن أرواح شهداء ثورة 25 يناير ترفرف الآن، وأن المُثل العليا التي ضحوا بأرواحهم من أجلها هي التي تلهمنا وتحركنا للعمل.
وأوضح أن المؤتمر يحمل عنوان "أدب الاقليم وثقافة العصر" ورحلته مع الادب بدأت من المنوفية حيث فتحت عينيه على الحقول الخضراء المترامية والسماء الزرقاء النقية، على شروق الشمس وغروبها ثم الذهاب الى مدينة شبين الكوم للحصول على دبلوم المعلمين، ثم الذهاب الى القاهرة، ثم الهجرة وتدريس الادب العربى فى جامعة السربون بباريس، مشيراً أن هذه هي رحلته من أدب الاقليم الى ثقافة العصر.
وتساءل حجازي أما آن الآوان لنا بعد نصف قرن من إنشاء قصور الثقافة أن نتحدث عن بيئات ثقافية في الاقليم ونهتم بها كما في العاصمة؟ مشيراً الى أن الاشكالية التى يجب أن نتحدث عنها تتمثل في تردد الكاتب المنتج بين ولائه للمنبع وولائه للمصب، للإقليم الذي نشأ فيه وبين الناشر.
وأكد الشاعر صبري عبدالرحمن أن عنوان المؤتمر "أدب الإقليم وثقافة العصر" يأتي مواكبا لمرحلة التحول الكبرى بعد قيام ثورة 25 يناير والتي تعد مليئة بالتحديات لأصحاب الفكر والابداع، لاننا لسنا بمعزل عما يدور في المجتمع، فالعلم والثقافة هما اللذان يقودان هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر، وانعقاد هذا المؤتمر في ظل هذه الظروف يدل على أننا نواجه هذه التحديات، ونؤكد على أننا نحن المبدعون لا بد ان نكون فى بداية مشهد التحول.
وأعلن أن الادباء والمثقفين يرفضون الفتنة الطائفية ويعلنون أيضا رفضهم التام لأشكال التطبيع، ونأمل أن تعود الثقافة المصرية إلى سابق عهدها، ووجه التحية لشهداء ثورة 25 يناير ولكل شهداء الثورات العربية.
ثم قام محافظ المنوفية والشاعر سعد عبد الرحمن بتكريم الروائي محمود عوض عبدالعال "الاسكندرية" والشاعر مصطفى سليم "المنوفية" باهدائهما درع الهيئة، كما كرما اسم الراحل سعيد عثمان مدير عام ثقافة المنوفية السابق بإهداء أسرته درع الهيئة وشهادة تقدير، والشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى بإهدائه درع الهيئة والمحافظة، وتبادل المحافظ والشاعر سعد عبدالرحمن الدروع