السبت، 7 يوليو 2012

الصحفيون ضحايا الرصاص والغاز المسيل للدموع وإصابات العيون‮!‬

خلصت أعمال مؤتمر‮
‬الإعلام وبناء الدولة الحديثة‮ ‬بعد مناقشة‮ ‬25‮ ‬بحثاً‮ ‬إلي ضرورة مراجعة
التشريعات والقوانين المنظمة للممارسات الإعلامية في مصر،‮ ‬لإزالة المواد
القانونية السالبة للحريات،‮ ‬وأكد المجتمعون علي ضرورة مراجعة أوضاع المؤسسات
الصحفية القومية المملوكة للدولة،‮ ‬واتحاد الإذاعة والتليفز

يون،‮ ‬ومدينة الإنتاج
الإعلامي،‮ ‬كذلك للوصول إلي رؤية جديدة للمستقبل تحقق الدور المأمول لتلك الوسائل
الإعلامية،‮ ‬وقد جاءت تلك التوصية مع حالة الغضب التي تعيشها الجماعة الصحفية،‮
‬ورفضاً‮ ‬للقرارات التي خرج بها مجلس الشوري بطريقة اختيار القيادات الصحفية حسب
هوي النظام،‮ ‬وكأننا ننتج النظام البائد من جديد‮!‬

واتفق المجتمعون علي إنشاء كيان مستقل‮ ‬يكون‮
»‬هيئة‮« ‬أو‮ »‬مجلس‮« ‬مسئول عن تنظيم الإعلام المصري بدءاً‮ ‬من الترخيص
بالإصدار للصحف،‮ ‬أو لإطلاق الخدمات الإذاعية والتليفزيونية وحتي مراقبة الأداء
الإعلامي من النواحي الأخلاقية المهنية،‮ ‬حفاظاً‮ ‬علي حق الجمهور المصري في
إعلام‮ ‬يتمتع بالمهنية‮ ‬والتعددية وحماية الخصوصية‮.‬

رغم أن الأبحاث المقدمة‮ (‬25‮ ‬بحثاً‮) ‬من المفترض
أن تقدم لنا رؤية مستقبلية حول كيف تكون صورة الإعلام ودوره في بناء الدولة
الحديثة،‮ ‬إلا أن مضمونها جاء به تغطية لمحاور عدة حول أحداث ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮
‬وما شهدته بعض البلدان العربية من ثورات،‮ ‬وقد كانت بعض هذه الأوراق البحثية لا
تمثل إلا حشواً‮ ‬في جلسات المؤتمر تخدم أصحابها في مسألة الترقي‮! ‬هذا ونستعرض
هنا بعض هذه العناوين ومنها‮ »‬الاختلافات الجذرية وعلاقتها بمعالجة الخطاب الصحفي
لأحداث ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬دراسة تحليلية بالتطبيق علي مقالات الرأي بصحيفة
المصري‮ ‬اليوم‮«‬،‮ ‬اتجاهات الصفوة المصرية نحو معالجة المواقع الالكترونية
الإخبارية لأحداث ما بعد‮ ‬25‮ ‬يناير‮«‬،‮ »‬صورة الثورة كما تعكسها أغاني الفيديو
كليب الوطنية وعلاقتها بصورتها الذهنية لدي الشباب الجامعي‮«‬،‮ »‬التعرض للبرامج
الحوارية ودورها في تكوين صورة ذهنية عن الأحزاب الدينية لدي الشباب الجامعي بعد
ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير‮«.‬

إلا أن من الأوراق اللافتة والتي نالت الكثير من
المناقشات،‮ ‬بحث قدمه المركز المصري للدراسات والمعلومات،‮ ‬تضمن تساؤلات حول
العنف ضد الصحفيين في مصر،‮ ‬أشار البحث إلي الصحفي المصري أحمد محمود،‮ ‬الذي
اغتالته رصاصة الأمن،‮ ‬وهو‮ ‬يسجل بعدسة هاتفه المحمول ما‮ ‬يحدث في ميدان لاظوغلي
وذلك‮ ‬يوم‮ ‬4‮ ‬فبراير‮ ‬2011،‮ ‬ولم تكن تلك القصة هي الوحيدة بين قصص استهداف
كل من‮ ‬يحاول توثيق مشاهد قمع المتظاهرين،‮ ‬وتفاصيل ما‮ ‬يحدث تحت ستار الغازات
المسيلة للدموع،‮ ‬تلك الأحداث التي فقد خلالها صحفيون مصريون عيونهم أو أصيبوا
بإصابات كادت تودي بحياتهم،‮ ‬أو تعرضوا لغير ذلك من الاعتداءات البدنية أو
اللفظية،‮ ‬أو التعرض للحبس داخل الزنازين‮.‬

وقد أكد البحث أن‮ ‬55‭.‬1٪‮ ‬من الصحفيين قد تعرضوا
لاعتداء وانتهي الاستبيان الذي أجراه المركز إلي أن المنظمات المدنية المصرية علي
رأس الجهات التي اعتبرها الصحفيون مهتمة بالقضية،‮ ‬يليها نقابة الصحفيين‮..
‬بالمقابل أتي المجلس الأعلي للصحافة علي رأس الجهات‮ ‬غير المهتمة بالقضية،‮ ‬تلاه
لجنة الحريات بمجلس الشعب،‮ ‬وجاء تقييم اهتمام المؤسسات الصحفية متدنياً،‮ ‬حيث
جاءت في الترتيب السادس فئة الجهات المهتمة من بين سبع جهات‮.‬


هكذا تكلم اخواني

عقدت ورشة الزيتون الاثنين الماضي‮ ‬ندوة حول أوراق
الكاتب الشاب سامح فايز تحت عنوان‮ "‬هكذا تكلم إخوانيّ‮ ‬سابق‮"‬،‮ ‬بحضور الكاتب
الصحفي‮ ‬حلمي‮ ‬النمنم،‮ ‬والشاعر شعبان‮ ‬يوسف والروائية ميرال الطحاوي،‮ ‬وأدارت
المناقشة الكاتبة سامية أبو زيد‮.

تحدث الكاتب الشاب سامح فايز حول تجربته في‮
‬الكتابة حول موضوع تدوينته حول الأخوان"هكذا تكلم إخوانيّ‮ ‬سابق‮"‬،‮ ‬إذ وصف ذلك
بأنه خروج عن صمته الذي‮ ‬دام لمدة سبع سنوات ولا بد له أن‮ ‬يتكلم،‮ ‬يعتبر فايز
أن البداية كانت حينما سأله صديق حول أسباب تركه الإخوان،‮ ‬لكنه رد أنه لن‮ ‬يتكلم
احترما لتلك الصداقة وتلك الأخوة،‮ ‬وطالما أن الأخوان لم‮ ‬يحترموا الصداقة ولم‮
‬يحترموا الثورة،‮ ‬وفضلوا مصلحتهم فالبادئ أظلم‮.‬تقديس القائد علي اعتبار انه شخص
منزل هذه الفكرة أخذت بعين اعتبار الكاتب،‮ ‬إذ‮ ‬يحدث مزج بين مفهوم الدين ومفهوم
الجماعة،‮ ‬إذ كل ما‮ ‬يقوله القائد هو أمر منزل،‮ ‬وهذا ما جعله‮ ‬يفكر بالكتابة
عن أسباب تركه للجماعة،‮ ‬ثم‮ ‬يعود للحديث عن سبب مناقشته لهذا الموضوع في‮ ‬الوقت
الحالي،‮ ‬حيث قال‮: "‬أن الإخوان المسلمين الآن حكموا الدولة،‮ ‬لأنهم كانوا
المدافع الأول والوحيد وهو المعارض ضد النظام،‮ ‬وإذا تم اعتراضه عليهم سيفهم حينها
أنه مع النظام،‮ ‬أما الآن فالموضوع مختلف،‮ ‬ويجد أن ضرورة أن‮ ‬يعرف الناس من
هؤلاء-الإخوان‮- ‬بات ضرورة خاصة بعد توليهم الحكم‮".‬من جانبها تحدثت الكاتبة
ميرال الطحاوي‮ ‬من خلال طرحها لعدد من الأسئلة والملاحظات،‮ ‬وسؤالها كان عن تجربة
الكتابة والانخراط في‮ ‬الجماعة الإسلامية،‮ ‬سواء التكفير والهجرة أو الجماعات
السلفية،‮ ‬أو الأخوان المسلمين،‮ ‬وهذا أصبح‮ ‬يمثل نوع بذاته،‮ ‬بعد عدد من
التجارب المكتوبة لكتّاب شباب انخرطوا بأحد التنظيمات،‮ ‬وخرجوا منها‮. ‬تتساءل
الطحاوي‮: ‬هل‮ ‬يا تري هناك حاجة لكتابة هذه التجارب،‮ ‬وفي‮ ‬أي‮ ‬أطار‮ ‬يمكن
وضعها؟ هل تكون تحت إطار التحليل السياسي‮ ‬للجماعة،‮ ‬أو التلصص علي داخل الإخوان
الذي‮ ‬لا‮ ‬يراه أحد،‮ ‬والأخوان لديهم أدبيات كثيرة تخصهم؟ وتابعت‮: "‬تجارب
الآخرين بالمجمل ماذا تضيف،‮ ‬وهل‮ ‬يمكن أن نسمي‮ ‬هذا تحليل سياسي،‮ ‬أم تحليل
أدبي،‮ ‬أم لمحات عن حياة الداخل؟ هذا إذا اعتقدنا أن هنالك داخل وخارج؟ هذه
التجارب ماذا تضيف للحالة الأدبية والإبداعية؟‮"‬تحدثت ميرال أيضاً‮ ‬عن تأثير هذا
التوجه السياسي علي الحياة السياسية داخل مصر بتصوراته عن خلق الإنسان،‮ ‬وعن
المرأة والرجل،‮ ‬عن التنشئة،‮ ‬عن الحرية،‮ ‬التساؤل،‮ ‬عن التمرد الفطري،‮ ‬عن
قراءة رواية،‮ ‬هذه التجرية جميلة ويمكن أن‮ ‬يضيف إليها-الكاتب‮- ‬فصولا أخري،‮
‬ببعض الصبر وبعض التحليل،‮ ‬وقدرته في‮ ‬انتقاء التناقضات،‮ ‬إذ زود الكلام الذي‮
‬قرأته‮ ‬تساؤلها مرارة،‮ ‬حول الوطن،‮ ‬في‮ ‬ظل هذا الوضع،‮ ‬ممكن أن‮ ‬يكون ذاهب
إلي أين ومن أين؟

كما تحدث حلمي‮ ‬النمنم عن تجربة سامح فايز،‮ ‬إذ
اعتبر كتابته عملا أدبيا،‮ ‬لموهبة حقيقية،‮ ‬وما‮ ‬يميز هذا العمل،‮ ‬حسبما‮ ‬يري
النمنم،‮ ‬أن الكاتب لم‮ ‬يصل لدرجة رفيعة داخل الإخوان،‮ ‬وبالتالي‮ ‬لم‮ ‬يتعمق
في‮ ‬مسائل المشايخ الكبار ومكتب الإرشاد‮. ‬وقد لاحظ حلمي أن كل من دخل الجماعة
ويخرج منها‮ ‬يبقي شيء ما منها في‮ ‬داخلهم وهو الإيمان بحسن البنا،‮ ‬بمعني أن د‮.
‬محمد حبيب قد كتب مذكراته حيث صدر الجزء الأول منذ شهر في كتاب ضخم،‮ ‬والجزء
الثاني‮ ‬سيكون أضخم،‮ ‬وكله‮ ‬في‮ ‬فضح الإخوان،‮ ‬لكن لو نظرنا للإهداء نجده
للإمام الشهيد حسن البنا،‮ ‬ومن ثم‮ ‬يأتي‮ ‬الترتيب إلي الأب والأب‮..‬إلخ،‮ ‬أي‮
‬أن حسن البنا مقدم لديه علي زوجته،‮ ‬وعلي ابنته وابنه ووالده ووالدته،‮ ‬هذا رغم
أنه انفصل عنهم‮..‬هكذا أوضح النمن فكرته،‮ ‬وتابع أن نص فايز تحرر فعليا من هذه
العقدة،‮ ‬وهذا من أجمل الأشياء في‮ ‬هذا النص،‮ ‬وسامح لديه موهبة فذة،‮ ‬ويضع
أيدينا علي أشياء لم‮ ‬يضع أحد‮ ‬يده عليها حتي من داخل الجماعة،‮ ‬وحسن البنا،‮
‬لديه قدرات مخابراتيه واسعة،‮ ‬رغم أن تعليمه كان متوسطا حيث خرج من تجهيزية دار
العلوم،‮ ‬إذ كان‮ ‬يتطلب حفظ‮ ‬3‮ ‬أجزاء فقط من القرآن الكريم،‮ ‬ولكنه لم‮ ‬يكن‮
‬يجيدها،‮ ‬ومع ذلك فإن هذا الشخص أمام قدراته الاستخباراتية الفذة،‮ ‬تجد‮ ‬أنك
أمام شيء مذهل‮ ‬يتحدي أي‮ ‬جهاز مخابرات في‮ ‬العالم،‮ ‬وكانت طريقته هي‮ ‬زرع
أناس من‮ ‬أنصاره في‮ ‬كل مكان‮.‬

عدد القراءات
8