ما أن بدئت اتابع صعود شخص ما يحمل علم مصر فوق ظهره على العمارة التى تحمل سفارة اسرائيل الا وانتابنى شعور غريب من الفرحة الممزوجة بالقلق وكانت كل خطوة منه فى اتجاه الاعلى يسقط قلبى من شدة القلق والترقب ولهفتى فى وصوله سالما الى سطح العمارة
حتى جاءت لحظة امساكه لعلم الصهاينة وازالته من مكانه ثم عودته مرة اخرى ورفع علم مصر مكانه كانت لحظة لن انساها ما حييت
انها لحظة تجسدت فيها كرامة شعب بالكامل امام عينى
كرامة شعب رفعت مع رفع هذا البطل لعلم مصر , كرامة شعب رفعها هذا البطل الذى لم يكن أحد يعرف اسمه
هذا البطل الغير معروف هو احمد الشحات والذى اتضح انه هو نفسه صاحب الفيديو الشهير للبطل الذى صعد العامود ليرفع علم مصر فى مظاهرة 8 يوليو
هذا البطل لم يكن أحد يعرفه كان يعرف وهو يتسلق العمارة بدون اى ادوات انه من الممكن جدا ان يموت لكنه وكما قال فى احد القنوات الفضائية لم يكن يهتم بالموت وكان على استعداد ان يقدم نفسه شهيدا من اجل مصر وكرامة مصر وليثبت لاسرائيل وللعالم كله ان ابناء مصر لايتركون حقوقهم ولا يخافون الموت
ان مافعله هذا البطل قد يسميه البعض تهور او جنون او شجاعة او مهارة او فدائية ولكن احمد الشحات لم ينظر الى اى من هذه المسميات انما فقط فعل ما فعله ليعبر عن حبه لمصر بطريقته وليسمها الناس كما يشاؤون
ان مافعله هذا البطل واسعد جميع المصريين والعرب وابهر العالم اثار فى نفسى تساؤلين هامين هما
التساؤل الأول
ماذا لو كان احمد الشحات ممن قبض عليهم قبل هذا اليوم فى اى حدث من الاحداث بواسطة الشرطة العسكرية وتم تحويله للمحاكمه العسكرية؟؟
فمن قبض عليهم فى هذه الاحداث ايضا كانوا يتصرفون بطريقتهم وكان الدافع هو حب مصر ايضا مثلما فعل احمد اليوم وتسلق العمارة ليرفع علم مصر
هل كان سيجد احمد الشحات من يذكره فى الاعلام ؟؟
هل كنا سنجد اليوم من يمزق علم الصهاينة ويرفع علم مصر ويرد لنا كرامتنا؟؟؟
ان هناك الكثير من شباب مصر من يشبه أحمد الشحات فى حب مصر وعلى اتم الاستعداد للتضحية من اجلها ولكن التصرفات والافعال والتعبير يختلف من شخص لشخص وهناك الكثير ممن هم فى السجون الان لا لشئ الا انهم عبروا عن حبهم لمصر بصورة ظهرت للبعض انها تهدد استقرار البلاد وتؤثر على عجلة الانتاج
هناك الكثير أمثال البطل أحمد الشحات فى السجن الان ويحاكمون امام محاكم عسكرية فى الوقت الذى يحاكم فيه المخلوع واتباعه اما محاكم مدنية
ايها السادة ان شباب مصر الغيور على بلده لايجب ان يحاكم امام محاكم عسكرية ولايمكن ان يتجاهلهم الاعلام لمجرد انهم غير معروفون او مشهورون
لايجب ان ننسى ياسادة ونحن نحتفل بالبطل أحمد الشحات والذى لم يكن معروفا او مشهورا قبل هذا اليوم التاريخى ان هناك الكثير أمثال أحمد الشحات امام المحاكم العسكرية لو اعطوا الفرصة لفعلوا مثل أحمد الشحات وربما أكثر فكلنا جميعا متشابهون فى حبنا الشديد لبلدنا مصر ولكننا قد نختلف فى طريقة التعبير
التساؤل الثانى
لماذا تصر القيادة الموجودة حاليا على ان يقوم الشعب بنفسه بالقيام بكل الامور التى تهدف الى رفع اسم مصر عاليا ووضع مصر على طريق الدول المتقدمة التى لديها رقى وكرامة ؟؟؟
فما قام به البطل أحمد الشحات كان ينبغى ان يقوم به من هم فى يدهم السلطه فى هذه البلاد
ان مافعله هذا البطل هو رسالة قوية للسلطة الموجودة حاليا والمتمثلة فى المجلس العسكرى والحكومة بكامل الوزراء والمحافظين ان هناك مسئوليات ومهام من اجلها انتم فى السلطه ومن اجلها قامت الثورة
اليكم بعض الامثلة عن المسئوليات المهملة والتى يقوم بها الشعب عوضا عن السلطة
وزارة الداخلية
اصبحت سرقة السيارات الان من الامور الاعتيادية وبكثرة لدرجة لم تشهدها مصر من قبل وعند تبليغ القسم وتحرير محضر غالبا مايكون الجواب فيما معناه اضرب دماغك فى الحيط
المرور اصبحنا فعلا فى اشتياق الى رؤية اشقاؤنا ضباط المرور فى الشوارع حتى اننا فكرنا فى القيام بزيارتهم للاطمئنان عليهم لعل المانع خيرا
فالشوارع اصبحت تحرس وتدار الان بواسطة المتطوعين من ابناء الحى والقوى الشعبية والسياسية وعدد قليل جدا من عساكر المرور
قيام العديد من اصحاب المحلات والمقاهى بالخروج بالمعروضات والكراسى الى قرب منتصف الشارع مما يؤدى الى زياده الاختناقات المرورية ولا وجود للشرطه على الاطلاق
وزارة الكهرباء
مازالت الى اليوم تتم اضافة مبلغ 9 جنيهات لفاتورة الكهرباء ولم ارى يوما سيارة لتجميع القمامة على الاقل فى المنطقة التى اقطن بها مما يؤدى الى ان قيام السكان بدفع مبالغ جديدة لاحدى الشركات لتجميع القمامة
وزارة الاعلام
لم يقم الاعلام الحكومى حتى الان بتقديم برامج هادفة ومناقشات يتم صياغتها بأسلوب يناسب المواطن العادى تعمل على تثقيف المواطن بأهم المعلومات السياسية التى يحتاجها فى هذه المرحلة عن انتخابات مجلس الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية فمازال التلفزيون الحكومى يصيغ المعلومات السياسية باسلوب لا يفهمه الا المثقفين فقط وغالبا ما تكون برامج مملة سواء من الاعداد او من التقديم
وحاليا من يقوم بحملات تثقيفية للمواطن العادى هم المتطوعون من القوى الشعبية والسياسية
وزارة التنمية المحلية
والتى جاءت منها حركة المحافظين الاخيرة بطريقة لم يفهم منها احد ماهى معايير الاختيار للمحافظين وكذلك ترك بعض المحافظين فى مناصبهم دون تغيير بداعى انهم قدموا اعمالا عظيمة فى محافظتهم منهم محافظ الجيزة والذى لم ارى اى اعمال توصف بالعظيمة قدمها للمحافظة او على الاقل فى منطقة الهرم وفيصل سواء من ناحية الشوارع او البنية التحتية
حاليا من يقوم بتمهيد الشوارع او تجديدها هم المواطنون من ابناء المنطقة وبدعم شعبى
وزارة التضامن الاجتماعى
لم نسمع عن اى مشاريع خرجت من رحم هذه الوزارة حتى الان تصب فى مصلحة المواطن البسيط مثل توفير السلع التموينية وخصوصا رغيف الخبز بالسعر وبالشكل وبالكمية المناسبين
حاليا مازات المشاريع التنموية والنهضويه تخرج عن طريق العلماء والشباب وبدعم من المواطنين
————————–
كلمة أخيرة
أن مافعله البطل أحمد الشحات هو اثبات ان المطالب المشروعة للشعب المصرى وثورته ستنفذ سواء بأيدى السلطة او بأيدى الشعب, فنحن شعب فعلا لا يعرف المستحيل والخط الاحمر الوحيد منذ الثورة هو كرامة المصريين وأن علم مصر وأسمها سيظل أعلى من أى شئ فى الدنيا
لذا يجب على السلطة الحالية او اى سلطة تأتى بعد ذلك ان تفهم ان الشعب لن يتهاون فى كرامته ولا فى مطالبه المشروعة لذا فمن الافضل ان تنفذها من تلقاء نفسها بدلا من انتظار وتأخر بلا فائدة
ان مافعله هذا البطل هو رسالة قوية لكل من يتعامل مع المصريين من الداخل والخارج هذه الرسالة هى
أن الشعب الذى كان قبل ذلك يمشى جنب الحيط أصبح بعد الثورة يمشى على الحيط
كتب :أحمد الشامى
شاب من بلد سبايدرمان الحقيقى مش الخيالى
صفحة الكاتب على فيس بوك
0 التعليقات:
إرسال تعليق