بعد أن دخل اسمها طي النسيان، شهدت الأشهر الأخيرة عودة الروائية البريطانية إليزابيث فون أرنيم، التي عرف عنها مناصرتها لحقوق المرأة، والتي عانت من عدم استقرار حياتها العاطفية، إلى دائرة الضوء، بعد 70 عاماً من رحيلها عن عالمنا. وقد سلطت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في تقرير نشرته أخيراً، الضوء على تلك الكاتبة، التي نشرت روايتها الأولى "اليزابيث وحديقتها الألمانية" عام 1898.
وتعد تلك الرواية بمثابة سيرة ذاتية تحكي حياة فون أرنيم، خلال فترة إقامتها في منزل زوجها في بوميرانيا، وقد كانت خارجة عن المألوف، نظراً للطريقة التي عمدت من خلالها الروائية المتعاطفة مع المرأة إلى تجاهل زوجها وعائلتها بصورة مرحة، أو السخرية منهما بلطف. وحقق العمل نجاحاً باهراً، وبحلول عام 1899، كان قد طبع للمرة الحادية والعشرين. وبعد ذلك، نشرت فون أرنيم ما يزيد على 20 رواية ناجحة، ومع ذلك كله، فإن أعمالها لا تلقى شهرة كافية اليوم.
ولكن ذلك على وشك أن يتغير، إذ ان الآونة الأخيرة شهدت عودة متواضعة للأديبة البريطانية، بدأت عندما بادرت دار "فيراغو" للنشر إلى إعادة نشر كتاب "مهذب مع الغرباء وكتابات أخرى"، الذي شمل نص مقابلة أجرتها "بي بي سي" مع الكاتبة باربارا بيم عام 1978، والتي أشارت من خلالها إلى تأثير فون أرنيم على أسلوبها الكتابي الساخر. وبعد فترة وجيزة، ظهرت فون أرنيم مرة أخرى بفضل دار النشر ذاتها، عندما تمت إعادة نشر روايتها "شهر أبريل الساحر" بغلاف مصنوع من قماش "ليبرتي" صممته أنجي ليوين. ومن ثم ذكرت ضمن برنامج "الكتاب المفتوح" الذي يبث على إذاعة "راديو الرابعة"، والذي صوت من خلاله المستمعون على أنها الكاتبة التي تحظى بأقل قدر من الاهتمام. وأخيراً وليس آخراً، فقد أشير إلى فون أرنيم بشكل سريع في المسلسل البريطاني الشهير "دير وسط المدينة" منذ أسابيع قليلة.
وكانت إليزابيث فون أرنيم تنتمي إلى طبقة النخبة الأدبية، حيث كانت كاثرين مانسفيلد قريبة لها، وتتلمذ أبناؤها على يد الكاتبين إدوارد مورغان فورستر وهيو والبول، وكانت على علاقة بالأديب هربرت جورج ويلز، وربما لذلك السبب، لم تكن ريبيكا ويست، التي كانت هي الأخرى على علاقة بويلز، تستلطفها. وقد ولدت الروائية البريطانية في أستراليا عام 1866، وكانت تحمل اسم ميري أنيت بوشامب. وانتقلت للعيش في إنجلترا منذ نعومة أظفارها. وهناك درست في "الجامعة الملكية للموسيقى"، حيث منحت جائزة لتفوقها في العزف على آلة الأورغان. وبينما كانت تقوم برحلة سياحية حول إيطاليا، التقت الكونت فون أرنيم، الذي تزوجته فيما بعد، وأشارت إليه ب"رجل الغضب" في رواياتها الثلاث "إليزابيث وحديقتها الألمانية" و "صيف العزلة" و"المحسنة"، التي كانت عبارة عن مذكرات. وقد توفيت عن عمر يناهز 74 عاماً في عام 1941، بعد أن وصلت حصيلة إنتاجها الأدبي إلى 21 رواية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق