| |||||||||||||||||
الصديق: الدراسة التي أجرتها أسماء معيكل على روايات حيدر حيدر واحدة من الدراسات العربية التي سعت إلى الخروج من فخ التأريخية. | |||||||||||||||||
| |||||||||||||||||
أربد (الأردن) ـ يحتوي كتاب "الأصالة والتغريب في الرواية العربية" للدكتورة أسماء معيكل على مقدمة ومدخل وثلاثة فصول، وخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع، ومجموعة من الملاحق. وتدرس الباحثة معيكل في الفصل الأول الفضاء الثقافي متضمناً الانتماء العقائدي والموروث الثقافي، وفي الفصل الثاني: الفضاء السياسي الاجتماعي وفيه تتطرق إلى ظواهر عدّة منها: الصراع الطبقي والأسرة والعلاقة بين الفرد والمجتمع وظاهرة الانحراف، أما الفصل الثالث فهو بعنوان: الفضاء الجمالي، ويتناول الخطاب الروائي والزمان والمكان والشخصيات. وتشتمل الملاحق على حوار مع الروائي حيدر حيدر، وتعريف برواياته وملف بأعماله وما كتب عنه. والكتاب الذي يدرس روايات حيدر حيدر صدر مؤخرا عن دار عالم الكتب الحديث والنشر والتوزيع بالأردن، وجاء في 405 صفحات. يقول د. حسين الصديق عن الكتاب: "لا شك في أن أي نوع من أنواع الخطاب الاجتماعي يحدده مضمونه، إلا أن ثمة مضموناً آخر إلى جانب هذا المضمون، غير جليّ أحياناً، ومضمراً في أغلب الأوقات، مصدره كل من يتعامل مع هذا الخطاب: الكاتب، أو القارئ، أو الخطيب، أو الجمهور. والدراسة التي أجرتها الدكتورة أسماء أحمد معيكل على الروائي حيدر حيدر، هي، في اعتقادي، واحدة من أوائل الدراسات العربية التي سعت إلى الخروج من فخ التأريخية، والنقدية، والتهويمات الفرويدية، إلى رحاب النظرية الأدبية التي تستفيد من نتائج جميع الدراسات المهتمة بالمجتمع، وحقوله المختلفة، في تعاملها مع النص من جهة، ومجموع النصوص من جهة أخرى، إذ إن النص الفرد يشكل عنصراً من مجمل النتاج، وقد أنتج كل نص في ظروف معيّنة، تفرض علينا الاحتياط في استنباط النتائج النهائية، وهو ما قامت به الدكتورة أسماء في دراستها هذه. وبعد، فقد عرفت الباحثة الدكتورة أسماء منذ وقت طويل، ورأيت فيها وعياً جميلاً بما تريد، وجدّاً في نيله، وصبراً وأناة. وأغبطها على جهدها الأول في دراسة نتاج أديب أُثير حوله، منذ سنوات، لغط كبير، يبدو أنه تراجع إزاء ما تتعرّض له أمتنا العربية، وبخاصة ثقافتها وهويتها، من أخطار جسام."
أما المؤلفة فتقول في مقدمتها: "تطرح هذه الدراسة إشكالية الأصالة والتغريب في الرواية منطلقة من أن الرواية نوع أدبي، والأدب نتاج المجتمع في كل مجالاته، فهو أسمى استخدام للغة في المجتمع." وتؤكد أن اللغة ظاهرة اجتماعية، و"لما كانت هي أداة الأدب فإن الأدب يصبح أيضاً ظاهرة اجتماعية. وثمة علاقة وثيقة بين النوع الأدبي والمجتمع، فهو في ولادته وتطوره وانقراضه يرتبط بالمجتمع الذي يوجد فيه. ويرد على الحاجات الجمالية لهذا المجتمع ويكتسب شكله من خلال علاقة وثيقة ببناه الثقافية والاقتصادية والتاريخية، ويتوجه الخطاب إلى متلق أنتجته هذه البنى مجتمعة." وتضيف معيكل أن "الربط بين النوع الأدبي والمجتمع في الظهور والتطور يعني أننا نتبنى في دراستنا المنهج الاجتماعي الثقافي اللغوي معتقدين أنه المنهج الأنسب لمثل هذا النوع من الدراسات، لأنه يمكّننا من دراسة العلاقات المتشابكة بين الأدب والمجتمع". وتوضح أن الدراسة التي تقدمها في هذا الكتاب ستثير جدلاً واسعاً بين العديد من النقاد والدارسين، بين مؤيد ومعارض حول ما توصلنا إليه، ولعل هذا الأمر يرجع إلى الطبيعة الإشكالية للقضية التي تعالجها الدراسة، كما تتعلق في جزء منها بطبيعة حيدر حيدر وأعماله. وتقول: "لقد حاولنا جاهدين أن نقدم في هذا الكتاب دراسة جادة وجديدة وموضوعية قدر الإمكان، والحقيقة أن التحديات الكبرى التي تواجهنا في الوقت الراهن تجعل من الدراسة التي قدمنا أبعادها أمراً مشروعاً، وضرورياً، ومهماً من أجل البحث عن الذات، والحفاظ على الهوية." يذكر أن الدكتورة أسماء معيكل متخصصة في النقد الحديث والاتجاهات النقدية المعاصرة، وتدرّس في قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة حلب، إلى جانب عملها نائبة عميد كلية الآداب الثانية بإدلب. وتنشر الدراسات والمقالات النقدية في عدد من المجلات والدوريات السورية والعربية. وصدر لها: خواطر امرأة لا تعرف العشق (رواية)، دار الأطلسية، تونس 2009، ونظرية التوصيل في الخطاب الروائي العربي المعاصر، دار الحوار، اللاذقية 2010. |
الخميس، 25 نوفمبر 2010
معيكل تبحث عن الأصالة والتغريب الروائي
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
9:39 ص
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
0 التعليقات:
إرسال تعليق