ليلة شعرية سودانية في النادي الأدبي بالجوف | ||||||||||||||
الشاعر محمد جميل أحمد يتساءل: هل ما يحدث في السودان يدعو للفرح؟ موضحا أن مصادر الشعر غامضة وتأتي من الإلهام والذاكرة! | ||||||||||||||
| ||||||||||||||
الجوف (السعودية) ـ في إطار تواصل النادي الأدبي بالجوف مع تجارب الشعراء العرب المقيمين بالسعودية، استضاف النادي ليلة شعرية سودانية أحياها الشاعران نصار الحاج ومحمد جميل أحمد. وقد بدأت الليلة الشعرية السودانية بكلمة ترحيب رئيس النادي إبراهيم الحميد بالشعراء بمنطقة الجوف، وشكرهم على حضورهم وقبولهم دعوة النادي، ومن ثم أبدى الشعراء امتنانهم للنادي على هذه الاستضافة، وبدأوا بسرد سيرتهم الذاتية. بعد ذلك بدأ نصار الحاج بإلقاء قصائده، واستهلها بقصيدة "وردة السافنا"، وجاء فيها : واحدة من نيران السّافنّا عشب الله الساحر في غابات الزنج تلعن كولمبوس في غفوته الأبدية فتَّح أذنيه لهسيس النسل القادم نام بشهوته الأولى ثانية وتغطى . ثم قرأ قصيدة "أيها الأصدقاء"، ومنها: أيها الأصدقاء أيها الأصدقاء السَّماء التي رصفنا زُرْقتَها بالسَّهر لوّنَت رمادَ الأرضِ بالفوانيس وأزهرتْ كأحجارِ البراكينِ في عتمةِ الليل ومن ثم قرأ الشاعر محمد جميل أحمد قصيدة "يا حوفزان"، ومنها: قال: (أمنكم الحوفزان بن شريك قاتل الملوك، وسالبها أنعمها؟ قالوا: لا ... قال : ـ فلستم من ذهل الأكبر) يا حوفزان: هاهم بنو شيبان قد شربوا صقيعَ الصمت إذ رفعوا شعاراتِ المسيحْ الليل أوصد كوّةَ الشفقِ الشحيحْ وهناك خلف نهارك الأبديِّ زحفُ هياكل الموتى على الوطن الكسيحْ كيف ارتحالك في حِمى الرومان حين تكون أقنعة المنايا السودِ خلفك كالرّديفْ وعلى المضارب خيمةُ الوطنِ المسجّى في المدى .... تتناوحُ "النَّخوات" "يا ذهلا" وترجع كالثرى الصادي إلى المطر العنيفْ. ومن ثم قرأ قصيدة "سيرة المحو"، وهي قصيدة مقفاة، ومنها: عابِراً كنتُ والدُّرُوبُ ضَبَابُ والمَرائي بَريِقُهُنَّ السَّرَابُ لمَعَتْ حَوْلِيَ الأمانِي فَلَّمَا أوْشَكَ الوَصْلُ غَادَرتْنِي الرِّغَابُ لَم أزَلْ كالَغُيُومِ هَشَّا خَفَيِفاً بِيَدِ المَحْو واللَّيَالِي كِتَابُ فَكَأنَّي دُمُوعُ شَمْعٍ تَناهَى أوْ كأنَّ الشُّمُوع عُمْرٌ مُذابُ ومن ثم يعود الشاعر نصار بقصيدة "الغريب" الذي قال منها : البيتُ الذي كانَ مأهولاً بالأصدقاءِ تصدّعتْ أبوابُهُ صار مأوىً للعناكبِ والطيرِ والحيواناتِ التي فَرَّت من حظائرها تحت صريرِ المجنزرات صارَ الشارعُ يقودُ إلى مقبرةِ الأطفالِ بعد ذلك قرأ نصا شعريا عنوانه "الوقت الذي يشبهك"، ومنه : عبرنا جسر الغياب في اللحظة الأخيرة من صرير الورقة كانت المحابر في ذلك الوقت من منتصف النهار تهذِّب الحبر والطاولةَ والمفردات بشاهق الكلام اللطيف والكونُ على شرفةِ الوقت يلوِّنُ الشفاه بذاكرةِ الشجر الشجر ملاءة الظّل وطارد الظّهيرة من شوارعِ النّهار في هذا الوقت الرّهيفِ من صهيلِ الأغنيات ثمةَ شئ يحدثُ دون رغبةٍ يا سيِّدتي الرُّعاة في حقل العملِ يزرعون وقتكِ بإرهاقاتٍ كثيرة بعد ذلك قرأ الشاعر محمد جميل أحمد قصيدة بعنوان "الطرائد"، ومنها : شَجرُ الليلِ نحنُ، نطلعُ من عتَبات الصدى الغيومُ نساءٌ توشّحْنَ بين الطرائد، فرساننا يندبونَ على قـَمرٍ خاسرٍ، والقبائلُ مغلولةٌ، أولُ الدهر/آخره في الرمال كان الصَّدى ما تقولُ به الريحُ، كان المدى صَهوةً للطِّراد وأكد الشاعر نصار الحاج في مداخلات الجمهور أن قصيدة النثر أخذت حيزا كبيرا الآن، ولم تعد هامشاً، مؤكدا على أهمية قصيدة النثر وأنه لا بد أن تحضر على المنبر وأن يكون لها حيز ويجب أن نكون متحركين في جميع جوانب الحياة، كذلك في الشعر. فيما اعتبر الشاعر محمد جميل أحمد أن غموض الشعر هو الذي يسمح بقراءته للمرة الأولى والثانية والثالثة، وأن للقصيدة منابع كثيرة، والشعر بصورة عامة سواء كان مقفى أو نثريا أو حتى تفعيلة. فهذه أشكال خارجية للشعر؛ الشعر الذي يتشكل في الداخل، كما أن مصادر الشعر غامضة تأتي من الإلهام والذاكرة ومن التجارب الشخصية أو تأتي من طبيعة الحياة العامة، وهي غامضة جداً جداً، وغموض الشعر هو الذي يسمح له بإمكانية القراءة للمرة الأولى والثانية والثالثة ولذلك فإن من الصعب أن يمسك الشاعر بسبب واضح لقصيدته، ولهذا فإن مهمة الناقد فحص النص من خلال أدوات معرفية وأدوات لغوية، أما الشاعر فغالباً ما يكون مسؤولاً عن التعبير الجمالي لقصيدته أو عن الفكرة، وقد يكون الشاعر تحت إلحاح أو حالة تقوم بالضغط عليه، وقد يكتب القصيدة في نصف ساعة، وأحياناً تكون عبر التراكم وتأخذ أياما وقد تأخذ شهرا أحياناً، فتختلف الحالات التعبيرية عن الشعر باختلاف التجربة باختلاف إحساس الشاعر. وتابع الشاعر جميل قائلا بأنه شاعر قبل أن يصبح روائياً، مشيرا إلى أنه كتب الشعر قبل الرواية بكثير وقال: "تجربتي في الرواية تجربة واحدة فقط، وكتبتها تحت ضغط معين، ولكن في الأصل أنا شاعر فقط، ما حصل هو أن الرواية صدرت قبل الديوان". وفي رد لنصار قال إنه مهما كان السفر برغبة، فإنه يبقى صعب جداً، فأنت تريد أن تقطع صلتك بوطنك، ولكن بمجرد مغادرتك يعتريك وجع غير طبيعي بعد ذلك يكون هناك ألفة ما وإحساس جميل. وفي إجابة على سؤال الحزن في قصائد الشعراء أجاب الشاعر محمد جميل بأن لكل شخص حزنه، "ولكن ما يحدث في السودان هل يدعو للفرح؟"؛ في إجابة ضمنية على الحزن على انفصال الجنوب. |
السبت، 22 يناير 2011
هل مايحدث في السودان يدعو للفرح؟
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
11:35 م
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
0 التعليقات:
إرسال تعليق