فتح معرض أبوظبي الدولي للكتاب افقاً معرفياً لعام مقبل بعد ستة أيام من النشاط المعرفي والحواري في اروقته التي جمعت عشرات الكتاب والمؤلفين والمفكرين من انحاء العالم، وبمشاركة 875 داراً للنشر من 58 دولة.
وتضمن البرنامج المصاحب للمعرض في الدورة الحادية والعشرين الذي نظمته هيئة ابوظبي للثقافة والتراث والذي اختتم الاحد، أكثر من 200 فعالية في دورة أعتبرت الأهم في تاريخ معرض أبوظبي.
وقال محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن المعرض نجح في مواكبة الحضور الإقليمي والدولي اللافت والمتنامي في جميع الأصعدة لحكومة أبوظبي ودولة الإمارات، وانضم خلال السنوات الخمس الماضية إلى ربيع أبوظبي الثقافي وتصدر المشهد الثقافي في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط كجزء أساسي من استراتيجية شاملة تبنتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تسعى لجعل هذه المدينة النابضة بالحياة ملتقى لثقافات الشعوب وأفكارها. |
وأضاف ان الناشرين عرضوا هذا العام ما يزيد عن نصف مليون عنوان كتاب مشيرا الى ان المعرض بزواره الذين يتجاوز عددهم الـ 200 ألف زائر يشهد على نهضة حقيقة نخبوية وشعبية أدبية وثقافية وعلمية وفكرية.
شعار المعرض | ||
وأوضح أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب ليس سوقا عصرية لشراء الكتب وحسب بل محطة لقاء للناشرين والمبدعين وهو أيضا شهادة على الوعي المتزايد بأهمية سوق الكتاب العربي وكذلك أهمية حقوق النشر والملكية الفكرية بعد أن كانت معارض الكتاب في عالمنا العربي تقتصر على بيع وشراء الكتب وحسب يؤكد معرضنا على أن التواصل الثقافي من خلال الندوات واللقاءات التي تعقد على هامش المعرض لا تقل أهمية عن اقتناء الكتاب ومطالعته.
وقال جمعة القبيسي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب "في الوقت الذي اجتزنا فيه 21 عاما ناجحا، فإننا نفخر بتاريخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب وإنجازاته وسمعته، ظل المعرض يمثل منصة لصناعة النشر في العالم العربي، باعتباره نقطة التقاء للناشرين العرب لعرض إبداعاتهم والتواصل مع نظرائهم في العالم، مقدمين ما في منطقتنا من إمكانات يمكن عرضها. ومع أكثر من نصف مليون عنوان وكتب بلغات مختلفة، بات معرض أبوظبي الدولي للكتاب تظاهرة تجمع بين أفضل الفرص المتاحة للتجارة والتواصل في أوساط الأعمال وتفسح المجال أمام الجمهور للوصول إلى الكتب وقراءتها".
من جانبها، قالت مونيكا كراوس، المدير العام لشركة كتاب المنظمة للمعرض "كان معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2011 تظاهرة فريدة ومكانا حقيقيا لالتقاء الشرق بالغرب، والشمال بالجنوب".
وأجمع ناشرون ومشاركون في فعالية الدورة الحادية والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب على احالة "الرقيب" على التقاعد، وعدم مصادرة أي عنوان من الكتب في الفكر والأدب والعلوم.
وقال مجموعة من الناشرين لميدل ايست اونلاين "انهم عرضوا كتبهم بحرية تامة مثلما رزموها من بلادهم من دون ان يصادر ان عنوان".
وقدم الناشرون قائمة بعنوان الكتب قبل عرضها على الهيئة المنظمة للمعرض التي لم تحجب اي عنوان.
ويركز المعرض على حقوق النشر الذي يُعد الأول من نوعه في العالم العربي، وعلى تفاصيل وشروط عمليات شراء حقوق النشر وبيعها في إطار صناعة الكتاب العالمية.
كما يعتبر الدعم المتواصل لمنحة حقوق النشر، مبادرة "إضاءة على حقوق النشر"، شهادة على الاعتقاد الراسخ لدى هيئة أبوظبي وشركة "كتاب" بضرورة الالتزام بهذه الحقوق.
في وقت أعلنت إدارة معرض أبوظبي الدولي للكتاب عن إغلاق جناحي داري نشر سعودية، وأخرى أميركية، وذلك لورود شكاوي بشأنهما عن مخالفات لقوانين الملكية الفكرية.
رنا إدريس مديرة دار الآداب اللبنانية | ||
وقال جمعة القبيسي نائب المدير العام لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث لشئون دار الكتب الوطنية، ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، إنه وردت شكاوى إلى إدارة المعرض حول مخالفة الدارين قوانين حقوق الملكية الفكرية، وتم التدقيق في هذه الشكاوي والتأكد من صحتها.
وأشار إلى أن الدار الأولى تستخدم في أحد إصداراتها صور دون الحصول على حقوق استخدامها وهو ما يمثل تعديا على حقوق الملكية الفكرية ومخالفة شروط الاشتراك في المعرض، بينما جاء إغلاق الدار الثانية لأسباب قانونية تتعلق بأحقيتها لتمثيل دار نشر أخرى.
وفاجأ مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث المتابعين عبر إصدار نشرة تنبه الى دور الترجمة الذي يقوم به مشروع "كلمة" والجديد من اصداراته وأهم المترجمين والخطط المستقبلية للمشروع الذي يكاد منذ انطلاقه قبل ثلاثة أعوام اصدار كتاب مترجم كل خمسة ايام.
وكشف العدد الثالث من نشرة "كلمة" الذي وزع في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، عن أعداد وأرقام تظهر ما توصل إليه المشروع من إصدارات وقوائم مترجمين وعدد اللغات التي ترجم عنها وعدد الناشرين وموضوعات الكتب التي نقلت الى العربية وأعداد نقاط التوزيع محلياً وعربياً.
واشار الدكتور علي بن تميم مدير مشروع "كلمة" للترجمة، الى أهمية هذا الإصدار في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الحادية والعشرين كونه يعطي صورة حيوية وشاملة عما توصل إليه المشروع من إنجازات.
وأكد ان "هذا الاصدار يسلط الضوء عن حركة الترجمة في العالم العربي وموضوعاتها ومواقعها خاصة وأن المشروع يأتي في سياق ما بعد التأسيس بعض مضي 3 سنوات عن إطلاقه، بمعنى أن أرشيفه الثقافي المتصل بالترجمة قد تأسس على نحو أصيل وثقافي مما يمكن المشروع أن يطلق الإحصاءات والأرقام والدراسات المتعلقة بأعداد الكتب المترجمة للعربية وقوائم المترجمين ومواقف القراء واستجاباتهم للكتب التي ترجمها المشروع ومن بينهم كان الأرشيف حيويا ويصلح لينقل الى القارئ في السياقات الإعلامية".
محمد خلف المزروعي يشارك في حفل توقيع الكاتب رشيد الخيون | ||
شهدت فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمعرض ابو ظبي الدولي للكتاب توقيع عدة اتفاقيات بين هيئة ابو ظبي للثقافة والتراث ومعهد فرنسا شملت احداها كتاب "في بلاد تيتو" اكبر كتاب يدخل الطفل بداخله لقراءته.
ولا يحمل الطفل كتاب "في بلاد تيتو" بين يديه لكي يقرأه بل الكتاب الذي يحمل الطفل بين دفتيه اذ يستطيع القارئ الصغير حرفيا الجلوس داخل هذا الكتاب أثناء القراءة في تجربة مختلفة تماما عن المألوف في كتب الاطفال العربية.
ويبلغ طول كتاب "في بلاد تيتو" زهاء 94 سنتمترا وعرضه 35 سنتيمترا يقدم في شكله ومضمونه عالما جديدا للطفل مصطحبا اياه في رحلة من الالوان والكلمات والسحر الى بلاد "تيتو".
ويصور الكتاب ذلك الصبي الذي يدافع عن شخصيته الطفولية امام عالم الكبار ممن نسوا طفولتهم وتحولت الحياة بالنسبة اليهم إلى مجموعة من القواعد والاوامر والنواهي. فتيتو لا يحب الكلام وهذا ما يقلق اهله وكل المحيطين به وعندما يلاحقونه بالاسئلة والتقريع يهرب الى عالمه السري الجميل الى بلاده الخاصة الى اصدقائه السناجب والغيمات والفراشات وهي بلاد اكبر من ان يستوعبها الكبار.
وقامت بتاليف النص الشعري كلودين غاليا التي تميز اسلوبها بالقرب الى طريقة كلام الاطفال في براءتها وبساطتها وفي سعيها الى رسم مخيلة الطفل والامور التي تشغل تفكيره والطريقة التي يتفاعل فيها مع العالم من حوله.
وانجزت رسومات الكتاب جويل دوينكل التي استطاعت ان تصور العالم الداخلي للطفل وكيف يرى الكبار المحيطين به. وقد ساعد الحجم الاستثنائي للكتاب على اظهار جمال هذه الرسوم حتى جاءت كل واحدة منها بمثابة لوحة فنية في حد ذاتها.
وترجمت الكتاب ضياء حيدر التي لها عدد من الترجمات الخاصة بالاطفال منها "زيبولين الصغيرة" و"ستروم" و"سلاحف بوليلنغا" و"الملكة" وغيرها.
واحتفت جائزة الشيخ زايد للكتاب بالمستشرق الصيني تشونغ جي كون الفائز بفرع جائزة شخصية العام الثقافية الذي تحدث عن الاستشراق وتاثيره في الثقافات الاخرى.
وادار اللقاء الذي اقيم في منبر الحوار ضمن فعاليات معرض ابوظبي للكتاب زكي نسيبة عضو اللجنة التنفيذية للجائزة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الذي نوه بالعلاقات التاريخية بين الصين والعالم العربي.
مشاركة من ثقافات مختلفة | ||
وتحدث تشونغ عن حبه للغة العربية وشغفه بها لافتا الى دراسته للغة العربية في كلية اللغات الشرقية في العام 1961.
واشار الى ان اللغة العربية تدرس في مدارس ومعاهد كثيرة متخصصة في اللغة العربية في الصين موضحا أن اللغتين العربية والصينية من أصعب اللغات في العالم.
ونوه تشونغ بالمكانة المتميزة للرواية العربية في الوقت الراهن، مستعرضا سيرة بعض الشعراء العرب الذين كان لهم دور كبير في اثراء المشهد الثقافي العربي مثل أبو العلاء المعري والمتنبي وزهير بن سلمى وعمر بن أبي ربيعة وأحمد شوقي وصلاح عبدالصبور وغيرهم.
وقال في اجابة على سؤال "لميدل ايست اونلاين" انه سبق وان ترجم قصائد الشعراء العراقيين معروف عبد الغني الرصافي وعبد الوهاب البياتي وسعدي يوسف بعد ان زار العراق نهاية الثمانينات من القرن الماضي للمشاركة في مهرجان المربد الشعري.
وأكد انه يعيش حياة بسيطة في الصين وان الجائزة نزلت عليه أشبه بمثل صيني يقول "ان السماء انزلت علي رغيفاً محشوا".
وقال "قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية لم تكن اللغة العربية تدرس، كما هو الحال بعد تأسيس الجمهورية، إذ أصبحت تدرس في المعاهد والجامعات بشكل أوسع نطاقا في العام 1946. حيث تأسست حينها مدارس كثيرة لتعليم اللغة، وهناك ما يقارب 30 جامعة ومدرسة ثانوية في الصين اليوم، تدرس فيها اللغة العربية".
واوضح "هناك العديد من النقاط المشتركة بين الثقافة العربية والصينية، خاصة وأنهما تمتلكان عمقا حضاريا في التاريخ، إذ كانتا الأبرز في العصور الوسطى.. ولولا الحضارة العربية الإسلامية، لما كانت هناك نهضة غربية اليوم". كما أكد على ضرورة الاهتمام بالثروة الفكرية لدى العالم العربي.
وعبرت الكاتبة الاميركية سيلفيا نصار عن املها في تجد صحافيين في المستقبل يكتبون في الطب والهندسة والرياضيات وعلوم الحياة ولا نكتفي بصحفي يحمل هذا الاسم فقط.
الشعر النبطي كان حاضرا | ||
وقالت أثناء حديث معها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب اداره ميغيل سوسا لوبو استاذ علوم القرار في الجامعات الاماراتية، اننا نتوق لأن نرى صحفيا جاء من الطب أو الهندسة أو الرياضيات لهذه المهنة "الجميلة".
وتناولت نصار ما يشبه "السيرة الكتابية لكتابها عقل جميل" الذي تحول الى فيلم سينمائي قام باداء البطولة فيه راسل كرو.
ويروي الكتاب قصة حياة عالم الرياضيات الأميركي جون ناش.
وأكدت نصار التي رشحت لجائزة بوليتزر أن أهم ما واجهها خلال إعداد الكتاب هو التواصل مع ناش نفسه، حيث إنه عاني لفترة طويلة من مرض عقلي رغم عبقريته، ثم حصوله لاحقا على جائزة نوبل العالمية كواحد من أبرز العلماء في القرن العشرين.
وقالت أن أصعب ما في تجهيز الكتاب هو البحث عن قصة تروى، خصوصا أن الأمر كان في البداية أشبه بوجود "مفهوم" وليس قصة فعلية تروى.
وأشارت إلى أن محررة كتابها لفتت ذهنها إلى وجود محاور يتحرك فيها الكتاب، أهمها: سر الإبداع البشري، والدراما، والحب، مما ساعدها على تلمس طريقها في إنجاز الكتاب.
وتحدثت نصار بلتقائية وسعادة مفرطة عن كتابها، كما كان المدهش في الامر الاسئلة التي توالت عليها من جمهور المعرض الاجانب والصغار في العمر عن علاقتها بالرياضي ناش وكيف تواصلت معه.
وتجمع جمهور معرض ابوظبي الدولي للكتاب تاركين التسوق على صوت إنشاد الشاعر ومدير بيت الشعر التونسي المنصف المزغني وهو "يغني" قصائده بولع شعري نادر، وبصوت يتصاعد ويتماوج مع العمق الحسي والساخر للكلمات.
وقرأ المزغني الذي يعد من بين أهم شعراء جيل السبعينيات في تونس والوطن العربي في الامسية التي قدمتها الصحفية ايناس العباسي، مجموعة من القصائد القصيرة اللاذاعة في محاولة لـ "سرقة وقت الناس" حسب تعبيره!
وتوافد الجمهور على الصوت المرتفع من احدى اركان المعرض، في حين بدأت الامسية بعدد محدود من الحاضرين، حتى احتشد الجمهور بعدد لم يحدث مع أي شاعر آخر في فعاليات المعرض المتواصل في العاصمة الأماراتية.
وقال المزغني في اجابة على سؤال "ميدل ايست اونلاين" حول جدوى القصيدة الساخرة والقصيرة، وهل تهدف الى متعة ما؟ "انه يسعى لسرقة وقت الناس في هذه النصوص حتى يقنعهم بالاستماع اليه أو قراءة نصه، وانه رغم اللذعة الساخرة في هذه القصائد فقد كتبها بمعاناة وليس بفرح كما توحي اجوائها".
ونظم صالون "الملتقى" الأدبي في جناحه بمعرض ابوظبي للكتاب ندوة تستحضر الذكرى المئوية للأديب المصري الراحل نجيب محفوظ تحدث فيها الأديب الجزائري واسيني الأعرج والناشرة اللبنانية رنا إدريس والناقد صلاح فضل والمترجم محمد سلماوي
وقال الكاتب الجزائري واسيني الأعرج ان الخط الأساسي في روايات نجيب محفوظ هو الحرية والتأمل وإضافته مفهوما جديدا للرواية التاريخية.
وتطرق إلى لقائه الوحيد بمحفوظ في سفينة صغيرة على النيل قائلا "كان هذا قبل وفاته بعامين ولفتني وقتها طريقته في التدخين وكيف كان يمسك السيجارة في يده وكأنه شاب في العشرينات، كما لفتتني يده لأن اليد علامة الإبداع فالكاتب يكتب بيده عن ذات النقطة".
وتحدثت رنا إدريس من دار الآداب عن رواية "أولاد حارتنا" التي صدرت عن الدار.
0 التعليقات:
إرسال تعليق