عصفور وأبوغازي وخليفة |
روز الزهراء تتابع :
القاهرة : دعا د. جابر عصفور إلى الوقوف دقيقة حداد على أرواح الروائيين الذين ساهموا في تشكيل بنية هذا الفن ورحلوا عنا ولم ترحل أعمالهم، جاء ذلك خلال افتتاح ملتقى الرواية العربية الخامس صباح أمس بدار الأوبرا المصرية .
وكانت ذكرى نجيب محفوظ (شيخ الروائيين العرب) حاضرة بقوة في مؤتمر الإفتتاح، وقد شهد في حياته الملتقى الأول وشارك فيه بكلمة حول أول جائزة حصل عليها في حياته، وحاز بجائزة هذا الملتقى الأول الروائي السعودي الراحل عبدالرحمن منيف .
وأكد عصفور أنه على الروائي الشاب أن يستند إلى تراث من سبقوه حينما يكتب لكي يتميز، عملا بقول الشاعر: "بدأوا من هناك فابدأ من هنا".
كما تطرق في كلمته إلى مولد الرواية العربية الذي هو شامي بامتياز ، ورغم الاختلاف بين مؤرخي الرواية على اسم الرواية الأولى هل هي رواية أحمد فارس الشدياق "الساق على الساق فيما هو الفارياق" التي نشرت عام 1855، أم رواية "وي لست بإفرنجي" لخليل خوري المنشورة عام 1857، إلا ان الجميع اتفق أن مولدها في الشام، الأمر الذي هو مصدر إعزاز لنا في مصر أيضا، لكن الرواية الرسمية بدأت على يد محمد حسنين هيكل عام 1912 بروايته "زينب".
يهدف الملتقى للتركيز على الرواية العربية الحديثة التي بدأت في منتصف القرن التاسع عشر متسائلا "الرواية العربية إلى أين؟" في ظل هذا العالم المتغير، حيث النزاعات القومية والطائفية والدينية في مواجهة العولمة، وكيف هي رواية الأديب مزدوج اللغة، فها هو أمين معلوف يكتب بالفرنسية والعربية في آن واحد، وغيره من الكُتاب.
أشار عصفور إلى الأنماط الجديدة من الرواية التي تنتشر وتتوسع، مثل الرواية العلمية التي تعد الأكثر مبيعا في العالم، واستعادة الرواية الشعرية كرائعة ارينست هيمنجواي "العجوز والبحر"، او تلك الصفحات الموزونة بأكملها للروائي "الماكر" خيري شلبي والذي ينفي تعمده القيام بذلك ، وكأنه في لحظة إنفعال معينة يتدفق الشعر حتى في الرواية، لأنها تستوعب الفنون كلها وتتأثر بها.
ألقت كلمة المشاركين الكاتبة الفلسطينية سحر خليفة التي اعتبرت أنه في زمن الانترنت والفضائيات فإن المحاذير والفتاوى بحاجة إلى بوصلة مفقودة تعين على وضوح الهدف، والعالم بات بحاجة إلى الكاتب المبدع الذي هو ضمير مجتمعه، لأن هذا هو دور المبدع منذ الأزل لكن تكمن المشكلة في غياب القاريء، ويكون التساؤل: كيف نسترجعهم لأنه لا كتابة بلا قراء.
تتابع خليفة: قد يقول البعض ما دخل الكتاب بالسياسة، وما دخل الرواية برغيف الخبز، فلنترك القيادة للساسة ونحن لنا في هذا التيه الحدوته والامثولة والشخصيات والحبكة ولا دخل لنا بالشارع وغبار الجو، لا دخل لنا بالأمية والغيبية وجهل القراء، إذاً السؤال لمن نكتب، أم أننا نكتب من أجلنا نحن؟.
تقول الأديبة : هل صحيح أن القيادة للساسة فقط من أوصلونا لهذا الجب وانسداد الطريق، وهل صحيح أن الكتاب بلا أظافر؟، لا فلقد خلقنا كضمير مقاتل من أجل الخير، والكاتب هو البوصلة المفقودة في هذا الزمن المتعثر الذي تضيع فيه القدس.
وفي كلمته أبلغ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د.عماد أبو غازي الحضور تحية وزير الثقافة فاروق حسني، متذكرا الراحلين الكبيرين فتحي غانم، والدكتور حسام عباس اللذان كانا لهما دوراً مهماً في تأسيس الملتقى، وأشار لمجهود أعضاء اللجنة العلمية للملتقى، خيري شلبي مقرر لجنة القصة بالمجلس، إبراهيم عبد المجيد، هالة البدري، منتصر القفاش، أمينة زيدان، ومن النقاد د.خيري دومة، د.هيثم الحاج علي، د.حسين حمودة، د. نادية الخولي، ياسر شبل، ووائل شلبي.
وفي كل دورة للملتقى كانت هناك قضية محورية كانت في الأول بعنوان "نجيب محفوظ وتطور الرواية العربية"، ثم توالت اللقاءات "الرواية والمدينة" 2003، "الرواية والتاريخ" 2005، واليوم الحديث حول مستقبل الرواية العربية، من خلال 40 مادة بحثية يناقشها أكثر من 200 مشارك من 17 دولة.
أشار ابوغازي إلى اختيار المجلس هذا اليوم لإنطلاق الملتقى لأنه يوافق ذكرى ميلاد نجيب محفوظ، الذي يحتفي المجلس الأعلى بمئويته العام القادم ، ليؤكد أن حارتنا ليست آفتها النسيان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق