يرى الشاعر حزين عمر سكرتير اتحاد الكتاب المصري بحديثه لـ"محيط" أن لجنة الشعر حكومية، شأن كل لجان المجلس الأعلى للثقافة التي تشكل بقرارات رسمية، وبالتالي فهي تمثل من يشكلها بمعنى آخر وزارة الثقافة وتوجهاتها، ولا تمثل الشعراء أو المبدعين الذين لم ينتخبوها، وهذا لا ينفي أنها تضم عددا من الشعراء الذين يكن لهم الوسط تقديرا كبيرا لتاريخهم المميز، لكن هذا الإعتزاز بهم مرتبط بأشخاصهم لا بعضويتهم في اللجنة.
أحمد حجازي مقرر لجنة الشعر |
ولجنة الشعر برأي حزين عمر ينقصها كل شيء لتصبح لجنة شعر، وقال أن تمويلها لو كان يأتي من القطاع الخاص أو المستثمرين ربما كان الوسط سيعول عليها بخلاف وضعها الحالي، مؤكدا أن من يريد إقامة أنشطة ثقافية حقيقية لابد أن يفسح المجال لكل التيارات والأجيال ولا يستخدم فكر المصادرة لمن لا يروقه.
كما يؤكد "عمر" أن اتحاد الكتاب يفسح المجال للجميع ويبدو ذلك في مهرجان رمضان الثقافي الذي يقدم في مجال الشعر أمسيات تحظى باهتمام الجمهور، إضافة للملتقى الإبداعي السنوي، قائلا أن لجنة الاتحاد لا تنتظر الجهات الثقافية الرسمية التي أصبح الفساد إحدى سماتها الواضحة بحسبه.
والشاعر يصف من يسعى لعضوية لجنة الشعر بالمجلس بأنه مهتم فقط بمصلحته الشخصية أو الإستظلال بظل الجهات الحكومية الرسمية، مؤكدا من جهة أخرى أن أداءها غير مرضٍ ثقافيا، ويكفي أنها قدمت أول جوائزها لرئيسها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، الذي يستحق التكريم كمبدع لكن من خارج اللجنة بحكم منصبه فيها .
حزين عمر |
أما بخصوص البيان الذي أصدره مؤخرا عدد قليل من شعراء النثر يطالبون بالإطاحة باللجنة، فيرى "عمر" أنهم آسفون فقط لعدم دعوتهم لأنشطة اللجنة، وليست المسألة عندهم في تجاهل قصيدة النثر، كما رأى أن بيت الشعر ثبت من خلال أنشطته القليلة التي أقامها أنه يسير على نفس نهج اللجنة التي تمولها نفس الجهة، مؤكدا أن كل الأنشطة التي يقدمها لا تتمتع بالمصداقية الكافية ولا تمثل الرأي العام الثقافي والأدبي.
كما يؤكد الشاعر حزين عمر أن الإعتراف بقصيدة النثر – لا تلتزم بأوزان شعرية - من عدمه كان من الأولى أن يظل موقفا شخصيا للشعراء أعضاء اللجنة لا أن يجعلوه توجها يظهر في الأنشطة المقامة، ولكن من جهة أخرى فإن من يتقاتل من شعراء النثر على دخول اللجنة لن يفيد المبدعين في هذا المجال شيئا لأنه لم يهدف من البداية لخدمة قضية او موقف .
تغيير لجنة الشعر
الناقد أسامة عرابي |
وبسؤاله أشار الناقد الأدبي أسامة عرابي إلى أن أهداف لجنة الشعر اقتصرت على عدد من الأمسيات المتجهة نحو الشعر العمودي الكلاسيكي، بينما نصيب قصيدة النثر كان أمسية واحدة، ووصف اللجنة بـ"الميتة" لأن رئيسها الشاعر عبدالمعطي حجازي انصرف عن كتابة الشعر ولم يعد مهتما بتجاربه.
مشيرا إلى أنه من الخطأ أن يكون حجازي رئيسا أيضا لبيت الشعر، ما جعل "التركيبة نفسها" التي تهيمن على لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة تستأثر بحصة الأسد في البيت، ولذلك فهو يدعو لتغيير الشاعر حجازي وفريق العمل كله بلجنة الشعر لأنهم على حد وصفه " خارج الزمان".
ويرى الشاعر أن الموقف المتعنت من قصيدة النثر شكل من الرجعية، قائلا أن التطور سنة الحياة، وهو الموقف الذي يشارك حجازي فيه أساتذة دار العلوم بالجامعات المصرية والذين يصرون على شكل القصيدة التقليدية، وانتقد عرابي تشجيع حجازي كذلك لكل ما يفعله وزير الثقافة والعكس أيضا يحدث، كما يرفض الشاعر أن يتحول بيت الست وسيلة الأثري إلى بيت شعر يخدم التوجهات الثقافية الرثة على حد وصفه ، بدلاً من متحف يمتع الروح.
مرحباً بالإختلاف
عماد الغزالي |
وأخيرا تحدث "محيط" للشاعر عماد الغزالي، عضو لجنة الشعر مؤخرا والمعروف بقصائده النثرية، والذي أكد أنه يسعى دائما لعرض الآراء المعارضة التي يطرحها الشعراء خارج اللجنة.
كما يرى أن أعضاء اللجنة القدامى وعلى رأسهم مقررها، شعراء كبار وهم يرحبون بالإختلاف ويستمعون للآراء المعارضة لنهج اللجنة، ولكنه في الوقت ذاته يرى أن عدم اعتراف أي شاعر بقصيدة النثر ليس مبرراً للهجوم عليها داخل اللجان العامة، لأن في ذلك مصادرة لحق هؤلاء الشعراء في التواجد والتمثيل ونيل الجوائز.
وأضاف الغزالي أن عددا قليلا من أعضاء لجنة الشعر هم فقط الذين يرفضون تماما وجود قصيدة النثر مع الإعتراف بحق شعرائها في التواجد ولكن ليس على نطاق واسع، وهناك عدد يؤازر هذه القصيدة وآخرون موقفهم غامض لأنه غير متابعين للمشهد الشعري باتساعه، وخاصة إبداع قصيدة النثر في السنوات الأخيرة، قائلا أنهم "غالبا ما يصرحون بأنهم يرحبون بالإبداع المتميز فقط من ذلك النوع الشعري وهو ما لا يمكن الاختلاف حوله" .
أما الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي فيؤكد عماد الغزالي أن له موقفا من قصيدة النثر لكنه لا يجعل هذا الموقف ينسحب على مجمل عمل اللجنة التي يرأسها ، مضيفا أنه سعى شخصيا خلال الأشهر الماضية لإقناع اللجنة بالسماح بتمثيل عادل لشعراء قصيدة النثر في كل الأنشطة المقامة، وهو ما جرى فعلا.
كما أكد الشاعر أن لجنة الشعر لا تملك أبدا مصادرة حق الشعراء في التواجد وحريتهم الإبداعية المطلقة، وأنها لا تملك صنع أو تلميع شاعر لا يحمل إبداعه سمات الموهبة الحقة والأصالة والتوهج، مشيرا إلى أن لجنة الشعر لا تهيمن على الساحة الإبداعية؛ فقصيدة النثر تجد الدوريات الصحفية ودور النشر الرسمية وغير الرسمية التي تتفاعل معها وتتحقق فيها.
أما ما تملكه اللجنة فهو عقد أمسياتها الشهرية ومسابقة للشعراء الشباب وملتقى كل عامين والتمثيل في الملتقيات الدولية إضافة للمشاركة بلجنة فحص الإبداع المقدم لنيل جائزة الدولة التشجيعية، وفي كل ذلك أصبحت قصيدة النثر متواجدة في الفترة الأخيرة وإن لم يكن بالقدر الذي يرضي شعراءها، مؤكدا أنه تم استحداث جائزة للقصيدة العمودية ولكن مقرر لجنة الشعر وعد بتخصيص الدورة القادمة للشعر الحر والتي تليها لقصيدة النثر.
ويتضامن الشاعر مع الرأي القائل بأنه ليس من العدالة أن توضع دواوين شعراء قصيدة النثر تحت رحمة محكّمين لهم موقف رافض لهذه القصيدة ، فيما يتعلق بالتقدم لنيل جوائز الدولة، شعراءً كانوا أم نقادا، ولذا فهو يقترح تخصيص جائزة منفصلة لقصيدة النثر بالتبادل مع القصيدة الموزونة بنوعيها العمودي والحر، على أن تُشكَّل لجنة الفحص من أعلام شعراء ونقاد هذه القصيدة.
افتتاح بيت الشعر المصري |
وبسؤاله عن بيت الشعر، رأى الشاعر الغزالي أن الإتهامات بحقه فيها تعجل؛ فهو لم يمض على نشاطه سوى شهران، أقيمت خلالهما أربع أمسيات، وسيصبح – حسب معلوماته– نشاط البيت أسبوعيا بدءا من شهر أغسطس، وبالتالي سيفتح المجال لاستيعاب كثير من الشعراء على تنوع تجاربهم ، مؤكدا أن تركيبة مجلس أمنائه مختلفة عن لجنة الشعر، داعيا الشعراء للذهاب بالبيت حتى لو لم يكن لهم فقرات يلقون خلالها أشعارهم؛ إذ الهدف من البيت أن يكون ملكا للشعراء يجمعهم ويتحاورون فيه .
وأخيرا سأله "محيط" : لماذا لا يقبل الجمهور على الأمسيات التي يقيمها المجلس أو بيت الشعر بخلاف أماكن أخرى مستقلة، فأجاب بأن أمسيات لجنة الشعر عليها إقبال من الجمهور، وهو جمهور نخبوي بطبيعته، إعلاميون ومبدعون شباب وشعراء من مختلف الأجيال وقلة من محبي الشعر ويساعد في تواجدهم التغطية الإعلامية لأنشطته المقررة، أما نشاط بيت الشعر فيعاني افتقاد التغطية الإعلامية حتى الآن، كما أن مكان البيت خلف الجامع الأزهر، يمثل عقبة واضحة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق