الثلاثاء، 24 أغسطس 2010


محيط – رهام محمود

النائب العام المصري امام متحف محمود خليل

القاهرة : الكوارث تأتي متلاحقة دوما؛ ففي الوقت الذي يشهد تحقيقات مكثفة مع مسئولين وعاملين بمتحف محمود خليل لمعرفة ملابسات سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" للفنان العالمي فان جوخ، فوجيء الحاضرون بتحطم تمثال "كيوبيد" الذي يصادفه زائر المتحف في الواجهة ؛ حيث سقط التمثال الكائن بحديقة المتحف وانقسم لجزئين، وقال شهود عيان أن أحد المصورين قد ارتطم به فحدث السقوط ، وفورا تم تحرير محضر بالواقعة .

وقال أحمد عبد الفتاح مدير عام الترميم وبحوث الصيانة بقطاع الفنون لـ"محيط": التمثال الحجري الذي يستقر على قاعدة حجرية مكانه الطبيعي خارج المتحف؛ فهو من التماثيل المقتناة التي توضع في مداخل القصور القديمة، ولذلك كان لابد أن يعرض خارج المتحف فهو لا يصلح للعرض بداخله، في حين تحدث العاملون بالمتحف وقالوا أن التمثال كان يجب وضعه بالداخل حتى لا يتعرض للشمس الحارقة وللعوامل الجوية المختلفة، خاصة أن شروخا ظاهرة كانت قد أصابته .

أما عن اللوحة المسروقة التي تحولت لحديث الساعة فقد توجه النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود إلى المتحف صباح اليوم ليجري بنفسه معاينة لموقع سرقة اللوحة.

ووفقاً لصحيفة "الدستور" صرح المستشار عبدالمجيد عقب المعاينة أن كافة الإجراءات الأمنية المقررة لتأمين المتحف الذي يضم مجموعة من المقتنيات الثمينة إلى جوار اللوحة المسروقة هي إجراءات هزيلة وشكلية في معظمها، على الرغم من ضيق ومحدودية مساحة المتحف التي كان من شأنها تسهيل مهمة التأمين والمراقبة، ولا ترقى إلى الحد الأدنى المطلوب من الحماية والتأمين لمقتنيات أثرية عالمية.

وفي الآونة الأخيرة أشار خبراء بفحص اللوحات إلى أن اللوحة المسروقة غير أصلية، بخلاف ما أكد عليه مسئولو قطاع الفنون التشكيلية؛ فلوحة فان جوخ "زهرة الخشخاش" الأصلية لا تزال مجهولة المكان ويعتقد أنها لدى سارق إيطالي، ويؤكد هذا الفريق أن ملابسات سرقتها في الثمانينات تجعل من السهل بمكان استبدالها بأخرى.

وبحسب الصحيفة المصرية فقد ألقى الحادث بظلاله على الصحف العالمية؛ حيث ذكرت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية أن سرقة اللوحة سببت إحراجًا كبيرًا لمسئولي المتحف الذين يخضعون طبقًا لتقارير مصرية إلي تحقيق حول الحادث، وأن هذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها اللوحة للسرقة فقد كانت المرة الأولي في عام 1978 وعثرت عليها السلطات بعد ذلك بعامين في مكان لم يكشف عنه في الكويت.

ومن جانبها قالت شبكة "بلومبرج" الاقتصادية الأمريكية المتخصصة إن اللوحة تقدر بحوالي 55 مليون دولار، مشيرة إلي أن متحف محمود خليل يضم 304 لوحات لنحو 143 فنانًا تقدر قيمتها بسبعة مليارات جنيه مصري أو ما يعادل 1.2 مليار دولار. وتابعت الوكالة أن المتحف يعرض لوحات بينها خمس لوحات أصلية للفنان الفرنسي أوجست رينوار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق