الاثنين، 30 أغسطس 2010




مقاربة الدساتير

سلسلة الدساتير العالمية مشروع 'كلمة' الجديد


كتابان عن الدستور الأميركي وواضعيه وأصوله وتطوره وتأثيره في الدساتير العالمية يصدرهما مشروع 'كلمة' أبوظبي.

روز الزهراء تتابع:

أبوظبي ـ صدر عن مشروع "كلمة" للترجمة بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتابان عن الدستور الأميركي، وهما: "الأمريكيون الجوامح: أصول الدستور الأمريكي" لوودي هولتون، والكتاب الثاني "صيف 1787: الرجال الذين اخترعوا الدستور" لدايفد أو. ستيوارت ضمن سلسلة منتخبة بعناية ومختارة بدقة عن الدساتير في العالم، ذلك أن المكتبة العربية تعاني من نقص شديد حول المقاربات الثقافية والاجتماعية والسياسية والتاريخية للدساتير. والكتابان من الكتب الأكثر مبيعا، بالإضافة إلى أنهما قد حصلا على جوائز عالمية، وتأتي هذه السلسلة لتقدم معرفة كبيرة في مجال الدساتير للقارئ العربي المتعطش لمعرفة الشروط الفعلية التي مكنت الأمم الأخرى من تحقيق قيم الحداثة والحياة المدنية.

ولعل الداعي الأول لانتخاب كتابين يعالجان الموضوع نفسه عن الدستور الأميركي هو التنوع في المقاربات والمنظورات، وإبراز أهمية الاختلاف في علاج القضايا لما في تعدّد الآراء من فائدة في فهم الظواهر. وتمثل التجربة الأميركية الدستورية – حسب محرر السلسلة أبويعرب المرزوقي - أهمية خاصة واستثنائية في بناء الاتحاد والحياة السياسية السوية على قواعد صريحة يمكن أن تعتبر تجربة نموذجية قد تفيد كل الأمم الناشئة في التاريخ الحديث أو المستأنفة لتاريخها القديم.

وهذه الفائدة عامة تشمل القارئ العادي والقارئ المختص على حد سواء. وأما على المستوى الشكلي فالكتابان يقدمان نموذجا للدراسة التاريخية الدقيقة المعتمدة على المصادر والمراجع التي زادت على الألف ومائة إحالة رغم الحجم المتوسط. وهذه الفائدة خاصة يستفيد منها القارئ المختص والباحث الأكاديمي.

إذا كان كتاب "الأميركيون الجوامح وأصول الدستور" يعالج نشأة الاتحاد الأميركي خلال مخاض عسير - من الحركات الاجتماعية والاقتصادية إلى القمة والنخب - أوصل إلى الدستور الاتحادي فنقل الأمة الأميركية إلى الفيدرالية، فإن كتاب "الرجال الذين صنعوا الدستور" يقوم على دراسة المسار من أفعال النخب والقمة إلى الحركات الاجتماعية والاقتصادية. فيتكامل بذلك المنظوران ويتحدد دور الفاعلين في التاريخ: فعل الجماعة المؤثر في النخب سعيا منها لتأطيره وفعل النخب المؤثر في الجماعة سعيا منها لتحقيقه.

ويقول مؤلف كتاب "الأميركيون الجوامح" وودي هلتون عن ترجمة كتابه إلى العربية عبر مشروع "كلمة" للترجمة: "إن المبدأ العميق الكامن في هذا المشروع من الترجمة مفاده أن الناس المنتسبين إلى قوميَات وثقافات مختلفة إذا أتيحت لهم الفرصة ففهموا بعضهم البعض فهما أعمق سيحترمون بعضهم البعض كبير الاحترام. وإني لمن المؤيدين بقوة لهذا المبدأ المتفائل بل وأشعر بفخر واعتزاز كبيرين للدور الذي قد أؤديه مهما كان ضئيلا في هذا المسعى النبيل".

وودي هلتون أستاذ مساعد في التاريخ والدراسات الأميركية. حاصل على الدكتوراه من جامعة ديوك. وهو يدرس المواد التالية: "بدايات أميركا" والثورة الأميركية وسكان أميركا الأصليين وأفارقة أميركا، وكتابه الذي نشر عبر مشروع كلمة يتناول بصورة مكثفة وعميقة الطريقة التي تشكّل بها الدستور الأميركي والسياقات والصراعات التي عاصرته، وشكّلت في نهاية المطاف أسس أميركا مثلما يعرفها العالم اليوم.

أما مترجم الكتاب أبويعرب المرزوقي فهو أستاذ في الفلسفة اليونانية والعربية، وله عدة مؤلفات بالعربية والفرنسية، كما ترجم عن الفرنسية والألمانية والإنجليزية.

أما كتاب "الرجال الذين اخترعوا الدستور"، فيتناول الدستور الأميركي، وكيف تطور، ويسلط الضوء على نقاط القوة في الدستور الأميركي، والثغرات الكامنة فيه، والرجال الذين كتبوا الدستور وصمّموه، ومؤلف الكتاب هو دافيد ستيورات، وكان يعمل معاونا للمحكمة العليا لويس باول سنتي ومارس المحاماة في واشنطن دي سي مرافعا في الغالب في قضايا متعلقة بالقانون الدستوري.

وقد ترجم الكتاب كل من محمد بوهلال ـ الحاصل على دكتوراه الدولة في الآداب عن فكر أبي حامد الغزالي ـ مهتمّ بقضايا الفكر والحضارة العربيّين وفي العالم. ومحفوظ العارم الحاصل على شهادة ختم الدراسات الجامعيّة في اللغة والآداب والحضارة الإنجليزيّة، ترجم عدّة نصوص فكريّة من العربيّة إلى الإنجليزيّة ومن الإنجليزيّة إلى العربيّة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق