38
عكاشة والدراما السكندرية المجهولة
الشيخة: عكاشة اهتم بقضايا مصر وهموم المواطن، وعرض لتحالف قوى الفساد ومحاولتهم السيطرة على المثقفين.
الإسكندرية – أوصى المشاركون في ندوة "أسامة أنور عكاشة والدراما السكندرية المجهولة" التي نظمها مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، الذي يشرف عليه الأديب منير عتيبة، الثلاثاء بضرورة اهتمام جوائز الدولة التشجيعية في مصر بكتّاب الدراما لأنهم لا يقلون إبداعًا أو أهمية عن كتّاب الرواية والقصة، مشيرين إلى أنه عوضًا عن حجب بعض جوائز الدولة أحيانًا في مجال القصة والرواية يمكن أن تقدم لمبدع من كتاب الدراما الإذاعية أو التلفزيونية.
ونوّه الدكتور إسماعيل الشيخة؛ رئيس القناة الخامسة، إلى وجود حالة واحدة لم تتكرر حتى الآن حصل فيها الأديب يوسف عز الدين عيسى على جائزة الدولة التشجيعية عام 1973 عن تأليفه لمسلسل إذاعي، متسائلاً: "لماذا لم تتكرر هذه الجوائز؟".
وكان الشيخة قد بدأ الحديث عن أنواع الكتابة والوسائط التي تقدم من خلالها، مؤكدًا أن اتحاد كتاب مصر ما زال قاصرًا حتى الآن؛ حيث يضع ضمن شروطه لانتساب العضو للاتحاد وجود كتابين مطبوعين، بينما لم يعترف حتى الآن بأي وسيط آخر للكتابة.
وروى الشيخة أنه التقى أسامة أنور عكاشة عدة مرات أثناء إعداده لرسالة الدكتوراه وتعرف على كثير من جوانب حياته؛ فعكاشة بدأ بكتابة القصة القصيرة وطبع مجموعة قصصية وزع نسخها على أصدقائه، وعندما تحولت قصة من المجموعة إلى سهرة تلفزيونية لفت نظره عدد الجماهير التي شاهدتها ورد الفعل الإيجابي، فقرر أن يحول مساره إلى الدراما، ومن ثم أصبح نجم الشباك الأول في الدراما التلفزيونية.
وأضاف أن عكاشة اهتم بقضايا مصر وهموم المواطن، وعرض لتحالف قوى الفساد ومحاولتهم السيطرة على المثقفين، كما أنه اهتم بقضية مياه النيل في مسلسل "ما زال النيل يجري"، وكان جريئًا وصريحًا عندما كان يقتبس أي فكرة فيكتب ذلك على "التتر"، دون أن يرى أن ذلك يقلل من مكانته الفنية.
من جانبها، أكدت فيفيان محمود؛ السينارست والمخرجة الإذاعية، أن أسامة أنور عكاشة كان أحد أهم المؤلفين وكتّاب السيناريو للدراما المصرية التليفزيونية والمسرحية والإذاعية والسينمائية، وإن كانت الدراما التليفزيونية هي التي احتلت مكانة بارزة في سيرته الفنية وكانت الأكثر متابعة في مصر والعالم العربي؛ مثل: الراية البيضاء، وخماسية ليالي الحلمية، وأرابيسك، وعصفور النار، وزيزينيا بجزأيها، وقال البحر، وامرأة من زمن الحب، وضمير أبله حكمت، والمصراوية.
وأوضحت فيفيان أن عكاشة كان له بصمة أيضًا في مجال الدراما الإذاعية؛ إذ لا يعلم الكثيرون أنه بدأ حياته الفنية كمؤلف إذاعي مع المخرج حسني غنيم من خلال برنامج "من القاتل" قبل أن يتجه إلى الدراما التلفزيونية ويشتهر من خلالها، لافتة إلى أنه كمؤلف إذاعي لم يكن بنفس المستوى والقوة التي كان عليها كمؤلف للدراما التلفزيونية.
وأشارت إلى أن المرتكز الرئيسي لأعمال أسامة أنور عكاشة يدور حول الإصرار على قول الحق وعدم الخوف مهما كان رد الفعل والتأكيد على أن الفرد ليس بمأمن وحده بل قوته تأتي من أهله، وأنه على كل شخص أن يتصدى للظلم ويحاربه بكافة أشكاله.
وقالت إنه يحسب لعكاشة أنه تصدى ودافع عن المؤلف الدرامي ورد له الاعتبار في زمن أصبح فيه الممثل النجم هو من له الكلمة الأولى والأخيرة، إلا أن اسم أسامة أنور عكاشة كان كفيلاً بإخضاع النجوم للعمل معه مثل: فاتن حمامة، ومحمود مرسي، وسميرة أحمد، وغيرهم. كما أنه كان أيضًا سببًا في صنع نجومية الكثير من الممثلين مثل: صلاح السعدني، ويحيى الفخراني، وممدوح عبدالعليم، وخالد زكي، ولوسي.
ولفتت فيفيان محمود إلى أن قدرته ككاتب أدت به إلى نقل الحارة المصرية إلى الشاشة الفضية والوقوف على تفاصيل البنية الاجتماعية للحارة بتطورها التاريخي؛ بحيث استحق عن جدارة لقب "نجيب محفوظ الشاشة"، مضيفة أنه كان عاشقًا للإسكندرية رغم أنه ينتمي لمحافظة كفر الشيخ؛ حيث ارتبط بمدينة الثغر إبداعيًا وأنجز فيها معظم أعماله.
وفي سياق متصل، عرض كاتب السينارست محمد الدخاخني في كلمته لمحات عن أسامة أنور عكاشة وتناول الهجوم الذي تعرض له عكاشة عندما تكلم بسوء في حق الصحابي عمرو بن العاص قائلا إنه لا يستحق أن يمجد في عمل درامي من تأليفه، مشيرًا إلى أن عكاشة أصر على رأيه رغم اعتراض النقاد وقال: "هوه لما يكون دا رأينا في عمرو بن العاص أبقى خرجت عن الإسلام أو أنكرت ما هو معلوم من الدين؟".
وأضاف الدخاخني أن عكاشة كان ممن يؤمنون بقيمة ومكانة مصر فعمل على إظهار الشخصية المصرية، وكثيرًا ما انتصر لمبادئ الديمقراطية والمواطنة والعلمانية وعُرف عنه أنه ناصري التوجه، اشتراكي المذهب، وكان له مقال أسبوعي بجريدة الأهرام؛ حيث طالب في إحدى مقالاته بحل جامعة الدول العربية مع إنشاء "كومنولث" للدول الناطقة باللغة العربية مبني على التعاون الاقتصادي.
عكاشة والدراما السكندرية المجهولة
الشيخة: عكاشة اهتم بقضايا مصر وهموم المواطن، وعرض لتحالف قوى الفساد ومحاولتهم السيطرة على المثقفين.
الإسكندرية – أوصى المشاركون في ندوة "أسامة أنور عكاشة والدراما السكندرية المجهولة" التي نظمها مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، الذي يشرف عليه الأديب منير عتيبة، الثلاثاء بضرورة اهتمام جوائز الدولة التشجيعية في مصر بكتّاب الدراما لأنهم لا يقلون إبداعًا أو أهمية عن كتّاب الرواية والقصة، مشيرين إلى أنه عوضًا عن حجب بعض جوائز الدولة أحيانًا في مجال القصة والرواية يمكن أن تقدم لمبدع من كتاب الدراما الإذاعية أو التلفزيونية.
ونوّه الدكتور إسماعيل الشيخة؛ رئيس القناة الخامسة، إلى وجود حالة واحدة لم تتكرر حتى الآن حصل فيها الأديب يوسف عز الدين عيسى على جائزة الدولة التشجيعية عام 1973 عن تأليفه لمسلسل إذاعي، متسائلاً: "لماذا لم تتكرر هذه الجوائز؟".
وكان الشيخة قد بدأ الحديث عن أنواع الكتابة والوسائط التي تقدم من خلالها، مؤكدًا أن اتحاد كتاب مصر ما زال قاصرًا حتى الآن؛ حيث يضع ضمن شروطه لانتساب العضو للاتحاد وجود كتابين مطبوعين، بينما لم يعترف حتى الآن بأي وسيط آخر للكتابة.
وروى الشيخة أنه التقى أسامة أنور عكاشة عدة مرات أثناء إعداده لرسالة الدكتوراه وتعرف على كثير من جوانب حياته؛ فعكاشة بدأ بكتابة القصة القصيرة وطبع مجموعة قصصية وزع نسخها على أصدقائه، وعندما تحولت قصة من المجموعة إلى سهرة تلفزيونية لفت نظره عدد الجماهير التي شاهدتها ورد الفعل الإيجابي، فقرر أن يحول مساره إلى الدراما، ومن ثم أصبح نجم الشباك الأول في الدراما التلفزيونية.
وأضاف أن عكاشة اهتم بقضايا مصر وهموم المواطن، وعرض لتحالف قوى الفساد ومحاولتهم السيطرة على المثقفين، كما أنه اهتم بقضية مياه النيل في مسلسل "ما زال النيل يجري"، وكان جريئًا وصريحًا عندما كان يقتبس أي فكرة فيكتب ذلك على "التتر"، دون أن يرى أن ذلك يقلل من مكانته الفنية.
من جانبها، أكدت فيفيان محمود؛ السينارست والمخرجة الإذاعية، أن أسامة أنور عكاشة كان أحد أهم المؤلفين وكتّاب السيناريو للدراما المصرية التليفزيونية والمسرحية والإذاعية والسينمائية، وإن كانت الدراما التليفزيونية هي التي احتلت مكانة بارزة في سيرته الفنية وكانت الأكثر متابعة في مصر والعالم العربي؛ مثل: الراية البيضاء، وخماسية ليالي الحلمية، وأرابيسك، وعصفور النار، وزيزينيا بجزأيها، وقال البحر، وامرأة من زمن الحب، وضمير أبله حكمت، والمصراوية.
وأوضحت فيفيان أن عكاشة كان له بصمة أيضًا في مجال الدراما الإذاعية؛ إذ لا يعلم الكثيرون أنه بدأ حياته الفنية كمؤلف إذاعي مع المخرج حسني غنيم من خلال برنامج "من القاتل" قبل أن يتجه إلى الدراما التلفزيونية ويشتهر من خلالها، لافتة إلى أنه كمؤلف إذاعي لم يكن بنفس المستوى والقوة التي كان عليها كمؤلف للدراما التلفزيونية.
وأشارت إلى أن المرتكز الرئيسي لأعمال أسامة أنور عكاشة يدور حول الإصرار على قول الحق وعدم الخوف مهما كان رد الفعل والتأكيد على أن الفرد ليس بمأمن وحده بل قوته تأتي من أهله، وأنه على كل شخص أن يتصدى للظلم ويحاربه بكافة أشكاله.
وقالت إنه يحسب لعكاشة أنه تصدى ودافع عن المؤلف الدرامي ورد له الاعتبار في زمن أصبح فيه الممثل النجم هو من له الكلمة الأولى والأخيرة، إلا أن اسم أسامة أنور عكاشة كان كفيلاً بإخضاع النجوم للعمل معه مثل: فاتن حمامة، ومحمود مرسي، وسميرة أحمد، وغيرهم. كما أنه كان أيضًا سببًا في صنع نجومية الكثير من الممثلين مثل: صلاح السعدني، ويحيى الفخراني، وممدوح عبدالعليم، وخالد زكي، ولوسي.
ولفتت فيفيان محمود إلى أن قدرته ككاتب أدت به إلى نقل الحارة المصرية إلى الشاشة الفضية والوقوف على تفاصيل البنية الاجتماعية للحارة بتطورها التاريخي؛ بحيث استحق عن جدارة لقب "نجيب محفوظ الشاشة"، مضيفة أنه كان عاشقًا للإسكندرية رغم أنه ينتمي لمحافظة كفر الشيخ؛ حيث ارتبط بمدينة الثغر إبداعيًا وأنجز فيها معظم أعماله.
وفي سياق متصل، عرض كاتب السينارست محمد الدخاخني في كلمته لمحات عن أسامة أنور عكاشة وتناول الهجوم الذي تعرض له عكاشة عندما تكلم بسوء في حق الصحابي عمرو بن العاص قائلا إنه لا يستحق أن يمجد في عمل درامي من تأليفه، مشيرًا إلى أن عكاشة أصر على رأيه رغم اعتراض النقاد وقال: "هوه لما يكون دا رأينا في عمرو بن العاص أبقى خرجت عن الإسلام أو أنكرت ما هو معلوم من الدين؟".
وأضاف الدخاخني أن عكاشة كان ممن يؤمنون بقيمة ومكانة مصر فعمل على إظهار الشخصية المصرية، وكثيرًا ما انتصر لمبادئ الديمقراطية والمواطنة والعلمانية وعُرف عنه أنه ناصري التوجه، اشتراكي المذهب، وكان له مقال أسبوعي بجريدة الأهرام؛ حيث طالب في إحدى مقالاته بحل جامعة الدول العربية مع إنشاء "كومنولث" للدول الناطقة باللغة العربية مبني على التعاون الاقتصادي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق